الحموشي يهاجم الهمة؟ قربالة في هرم السلطة.. فهل السبب هو مرض وغياب الملك

لا يتوقف موقع "بار.. لامان"، وهو الموقع شبه الرسمي لجهاز الاستخبارات "دي جي إس تي" الذي يرأسه ع اللطيف الحموشي، عن مهاجمة جناح المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة: وزير الداخلية عبد الوفي الفتيت، وصديق الهمة إلياس العماري، وقريبة الهمة فاطمة الزهراء المنصوري... في كل منشوراته المكتوبة والمصورة والتي آخرها، اليوم، الفيديو الذي "بعبعتهُ" الفقمة المسماة "باااااع" (بـ= بدرية/ ع= عطا الله). 

الفقمة "باااع" هاجمت، نيابة عن الحموشي، وزير الداخلية والعمال والولاة، بشكل لم نعهده في تاريخ أجهزة الاستخبارات المغربية وصحافتها وأبواقها - موقع "بار.. لمان" جزء منها - والتي عادة ما كانت تهاجم المعارضين والمثقفين الذين ينتقدون الملكية والسلطة. وحتى إذا تجاسرت على الحكومة فإنها لا تمس بصورة وهيبة وزير الداخلية. فما الذي يحدث في هرم الدولة؟

قبل أيام، وفي حوار مع جريدة "إلـ كونفيدانسيال" الإسبانية، دقَّ هشام العلوي، ابن عم الملك محمد السادس، ناقوس الخطر حول صراع الإجهزة الاستخباراتية في المغرب، والأعمال الانتقامية القذرة التي لم تعد تستهدف بها فقط المعارضين، بل إن هذه الأجهزة  أصبحت تطلق الرصاص على أقدامها.

 فجوابا على سؤال للصحافي الاسباني:  ما رأيك في الصراع المفتوح بين أجهزة المخابرات المغربية؟ هل يمكن أن يتحول إلى توتر إضافي للملكية؟  قال الأمير هشام: "هذه ليست حربا بين أجهزة المخابرات، بل هي حالة من التململ العميق، نوع من المرض، يؤثر على جميع أجهزة الأمن. بعد الربيع العربي، ومع تشدد النظام، تجاوزت الأجهزة صلاحياتها واتخذت ممارسات مشينة للغاية: التدخل في الحياة الخاصة للأشخاص، وتلفيق فضائح جنسية، والابتزاز، وتشويه صورة الأشخاص، وإدانتهم بالموت المدني… وهذا أمر خطير للغاية ومدان أيضًا من وجهة نظر الإسلام. أحد المبادئ الأساسية للحكم الإسلامي أو المستوحى من الإسلام هو حماية كرامة الأشخاص. حسناً، لقد حولت أجهزة الأمن ذلك إلى صناعة خاصة متخصصة في ابتزاز الناس والسيطرة عليهم بهذه الطريقة. وهو نظام يستخدم المراقبة والتلاعب القضائي والخنق الاقتصادي، كما أنه ينجح في تهميش الأشخاص من خلال اتهامهم بسوء السلوك الجنسي، من بين أمور أخرى. وهذا أمر لم تقم به أجهزة الأمن مع المواطنين أو المنشقين فحسب، بل بدأت تقوم به فيما بينها أيضاً. فقد استخدمت هذه التكتيكات ضد رؤسائها ومديري أجهزة الأمن نفسها.

 وأضاف الأمير هشام : لقد "أدى الفساد إلى الغباء. ولم يتوقف هذا الغباء عند هذا الحد، بل تطور إلى عدم المسؤولية بحيث أصبح  يسعى لأن يفرض ويحدد للملك الأشخاص الذين عليه أن يتعامل معهم أو الذين يمكنهم أن يكونوا جزءً من محيطه. لقد أطلقت أجهزة الأمن حملات ضد أشخاص من دائرة البلاط الملكي، وبذلك شككت في حكم الملك محمدالسادس وموقفه".

فهل تهجمات موقع "بار.. لامان" الناطق باسم استخبارات الحموشي، على محيط نائب الملك وصديقه فؤاد ع الهمة، هو جزء مما وصفه ابن عم الملك بفساد وغباء الأجهزة الاستخباراتية في المغرب؟ وهل يعني هذا أن الحموشي الذي كان تابعا للهمة، تمرد عليه وأصبح يحلق خارج سمائه؟ وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا اللجوء إلى الإعلام. فلطالما كانت صراعات الأجنحة في مربع السلطة تبقى محجوبة على الرأي العام الواسع. فهل وصلنا إلى مرحلة التشرميل المخزني؟

لقد تابعنا فائض السلطة التي اكتسبه جهاز "دي جي إس تي" منذ تطوعه، في السنوات الأخيرة، للنيابة عن أجهزة استخبارات دول ديمقراطية، في استنطاق "جهاديين" في تمارة تحت "التعذيب" مثلما ادعى عدد منهم، وكيف أصبح الحموشي يزحف على مجالات من اختصاص "لادجيد" (ياسين المنصوري)،  و"يفكك" خلايا "إرهابية" في الخارج، ويتم توشيحه في دول أوروبية ديمقراطية... لكن، الكل كان يعتقد أن هذا يتم تحت الاشراف المباشر للهمة وللملك.

 أما الآن، وبعد تهجمات موقع الحموشي (بار .. لامان) المتكررة على محيط الهمة ورجاله ونسائه، يمكن أن نفهم الرسائل التي عبر عنها الأمير هشام في حواره الأخير. ويمكن أن نجازف بالقول إن القضية خاااايبة لفوق.
اللهم ارحم المغاربة وارحم محمدا ولا ترحم من الفاسدين المستبدين أحدا.
(أقصد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم)

تعليقات